يعتبر سد القرعون السد الاكبر في لبنان، حيث يزود معامل انتاج الطاقة الكهرومائية بالمياه بالإضافة الى العديد من مشاريع الري منذ 58 عاماً. وبالتالي فإن سد القرعون هو من المنشآت الاستراتيجية الوطنية في لبنان ومن اهم السدود في المنطقة العربية حيث ان مخزونه من المياه يبلغ 220 مليون متر مكعب ويبلغ ارتفاعه 62 م وطول قمته 1100 م وهو من السدود الركامية مع واجهة خرسانية بمساحة 50,000 م2، وعلى الصعيد الوطني له أهمية اقتصادية قصوى لكونه مصدر المياه للمشاريع التالية:
- أربعة معامل توليد كهرومائي بقدرة اجمالية 195 ميغاوات مع كافة منشآت جر المياه من أنفاق وقساطل بطول 31 كلم وقطر 3 أمتار.
- ثلاث مشاريع ري في الجنوب والبقاع: مساحة 2000 هكتار في البقاع و4500 هكتار في الجنوب.
- مشروع ري القناة 800: وهو قيد التنفيذ وسيروي 13000 هكتار وسيغذي أكثر من 100 بلدة وقرية بمياه الشفة.
وان اي تعدي تخريبي على هذا السد سيهدد ثبات هذا السد وسيشكل خطرا مباشرا على السلامة العامة لما يحتوي خلفه من كميات مياه ضخمة وفي حال خروجها من بحيرة القرعون بسبب انهيار السد ستؤدي الى موجة مياه خطيرة تجرف معها جميع المناطق القريبة من مجرى نهر الليطاني من واطي السد حتى المصب في القاسمية بالقرب من مدينة صور.
- تعميم اليات تنفيذية لخطط الطوارئ للسدود:
ومن المتوقع ان يستمر هذا السد بالقيام بوظيفته هذه لفترة طويلة جدا وذلك بسبب التشغيل والصيانة السليمة لمنشآته من قبل المصلحة الوطنية لنهر الليطاني ( مسح طوبوغرافي دوري لمراقبة تحركات جسم السد ، قياس يومي لكميات المياه المتسربة من فواصل جسم السد، قياس يومي لمستوى المياه في الآبار الجوفية الاستقصائية في محيط السد، صيانة سنوية لجسم السد، صيانة سنوية لسكورة التفريغ، الكشف على جسم السد وفواصله بواسطة جهاز
ROV ( Remote Operated Vehicle ) لكشف مكامن التهريب وهو مقدم للمصلحة كهبة من الوكالة الأميركية للتنمية الدولية
USAID بموجب مشروع
LRBMS.
وقد اثبتت تحليلات السلامة الزلزالية الحديثة التي اجراها مشروع دعم المصلحة الوطنية لنهر الليطاني
LRBMS عام 2012 من قبل الوكالة الأميركية للتنمية الدولية
USAID، ان السد هو في حالة فنية جيدة، وسوف يتحمل بأمان زلزال كبير دون اي آثار تذكر على بنية السد. ومع ذلك، وبسبب اي تغيير قد يطرأ على جسم السد من الداخل او زلزال ذو قدرة اعلى من قدرة السد على التحمل فان الاحتياط واجب عبر انشاء خطة عمل يشترك فيها كل من المصلحة الوطنية لنهر الليطاني والدفاع المدني والصليب الأحمر والجيش اللبناني وهيئة ادارة الكوارث في لبنان والمجتمع المحلي كالبلديات وسكان الحوض الاسفل لسد القرعون، كذلك اخذ اجراءات السلامة العامة من قبل كل المعنيين المذكورين تحسباً لأي فشل والذي قد يحصل بشكل جزئي او تام للسد.
يتفق الجميع على ان خطة الطوارئ المذكورة قد يسبب اعلانها بعض من الخوف لدى السكان أسفل السد. لكن التجربة اظهرت مرات عديدة ان تجاهل احتمال حصول الكوارث لأنها مستبعدة، يزيد من آثارها ونتائجها السلبية، بينما زيادة الوعي واخذ بعض الاجراءات البسيطة قد يمنع الخسائر بالأرواح ويخفف الاضرار المادية الكبيرة.
وقد ترافقت خطة الطوارئ الحاضرة مع تدابير وقائية فنية، إدارية وامنية اتخذتها و/او طلبتها المصلحة الوطنية لنهر الليطاني، نظراً لأهمية هذا السد الاستراتيجية فهو يشكل هدفاً محتملاً لأعمال تخريبية او عدوانية تهدد سلامة السكان القاطنين في منطقة واطي السد بحيث أن أي تصدع في السد سيسبب موجة مياه مدمرة يطال ضررها جميع المناطق السكنية القريبة من مجرى النهر بدأً من منطقة واطي السد في مشغرة وسحمر ويحمر وصولاً الى منطقة المصب في القاسمية، بالإضافة الى الخسارة الوطنية لإنتاج المشاريع المنوه عنها أعلاه، كما ان الانفاق بين معمل عبد العال في البقاع الغربي وبركة انان في جزين تشكل هدفاً دائماً لأعمال عسكرية او اعتداءات تخريبية، خاصة وان تخريب السد قد يؤدي الى تداعيات في منطقة عمل قوات الطوارئ الدولية بموجب قرار مجلس الامن رقم 1701 ومنطقة عمل الاستراتيجية الدفاعية.
فقد طلبت المصلحة الوطنية لنهر الليطاني كتب الى كل من معالي وزير الداخلية، معالي وزير الدفاع، سعادة امين عام المجلس الأعلى للدفاع، سعادة قائد الجيش، سعادة مدير عام امن الدولة وطلبت بموجبها الاهتمام بهذا الموضوع وتكليف الأجهزة الأمنية المعنية بالصورة الفورية بتأمين الحماية لهذه المنشآت مع عرض الامر على مجلس الامن المركزي والمجلس الأعلى للدفاع بالسرعة القصوى لأخذ هذه المعطيات بعين الاعتبار وكذلك كررت المصلحة طلبها بضرورة الموافقة على إنشاء مراكز حماية امنية لمنشآت المصلحة الوطنية لنهر الليطاني بالإضافة الى الدوريات والاستعلام والتحري وخاصة في سد القرعون ومداخل الانفاق التابعة له ومعامل توليد الطاقة الكهرومائية، وذلك لتفادي أي خرق امني يهدد السدد والسلامة العامة علما بأن المصلحة على استعداد لتأمين كافة المستلزمات اللوجستية لفرق الحراسة.
وبموجب قرار امين عام المجلس الأعلى للدفاع، والمديرية العامة لقوى الامن الداخلي جرى تثبيت نقطة حماية ثابتة على الجهة الشرقية لسد القرعون، وقامت المصلحة بتثبيت نقطة حراسة ثابتة على الجهة الغربية للسد، بالإضافة الى تثبيت مكعبات اسمنتية على مداخل المنشآت والانفاق وتركيب بوابات حديدية على مختلف المواقع وهي تقوم بتنفيذ مشروع مراقبة بواسطة كاميرات متطورة وأجهزة انذار لتفادي أي تعدي قد يحصل على منشآت السد.
الا ان سد القرعون لا يزال بحاجة الى حماية ورعاية امنية من قبل القوات المسلحة حيث ان المصلحة الوطنية لنهر الليطاني قد اكدت ان هذه الحراسة الحالية هي شكلية، وهي بدورها قد عمدت الى اتخاذ الإجراءات الضرورية والإدارية من خلال:
اولاً: التعميم على المستخدمين في حماية المنشآت والتشدد في ذلك (تعميم رقم 3959 تاريخ 11/8/2020) وقد جاء فيه: في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد وحرصا على سلامة المنشآت وحفاظا على السلامة العامة وفي ظل إحجام السلطات الأمنية عن تأمين الحماية لسد القرعون ومنشآت المصلحة الوطنية لنهر الليطاني، يطلب من رؤساء المصالح والدوائر والأقسام وجميع العاملين على صيانة ومراقبة سد وبحيرة القرعون و معامل عبد العال وعين الزرقاء وارقش وحلو اتخاذ كافة التدابير الاحترازية لحماية كافة المنشآت واقفال جميع مداخل الأنفاق والمآخذ والقيام بأعمال الحراسة والمراقبة على مدار الساعة من خلال العناصر البشرية اللازمة والكشف الدوري والمنظم على جميع منشآت المصلحة التي هي ضمن مسؤولياتهم واختصاصهم وتسجيل جميع الملاحظات وتاريخ الزيارات على سجل خاص للعودة اليه عند الضرورة، لاسيما على سبيل المثال لا الحصر ما يلي:
- بحيرة القرعون ومنشآت سد القرعون وجميع أنفاق الزيارة العائدة لهذا السد والحرص على اقفال مداخلها ومراقبة اي تحركات مشبوهة في جوارها.
- معمل عين الزرقاء وغرفة التوازن الرئيسية العائدة لهذا المعمل Cheminée d’équilibre ومحطة التحويل العائدة لهذا المعمل.
- معمل ابراهيم عبد العال وغرفة سكر الرأس وغرفة التوازن الرئيسية العائدة لهذا المعمل Cheminée d’équilibre
- مأخذ عين الزرقاء وأنفاق الزيارة ومأخذ ري القاسمية والأنفاق العائدة له.
- مأخذ وادي جزين ونفق الزيارة في وادي جزين.
- مأخذ عازور ونفق الزيارة في وادي عازور.
- حوض انان وتوابعه وغرفة سكر المأخذ وغرفة سكورة التفريغ.
- غرفة سكر الرأس في انان وقساطل المياه المضغوطة من انان حتى معمل ارقش بما فيها نفق قتالة – معمل ارقش.
- معمل بولس ارقش وكافة المنشآت التابعة له.
- حوض الأولي وتوابعه والسد المتحرك على نهر بسري وغرفة سكر المأخذ وغرفة سكر التفريغ ونفق التفريغ.
- نفق الزيارة F3 لنفق اولي-جون في منطقة السرعونية وغرفة سكر الرأس وقساطل المياه المضغوطة لمعمل حلو من السرعونية حتى المعمل.
- معمل شارل حلو وكافة المنشآت التابعة له.
بالإضافة الى التعميم بضرورة مراقبة وتأمين الحماية لنقطة شباك F1 في منطقة الغزوانية – سهل مشغرة المؤدية الى داخل نفق سد القرعون ومعمل عبد العال.
- تكليف مهندس مختص "رئيس مصلحة الثروة المائية" بمهام مسؤول الاشراف على الامن والسلامة العامة وإدارة المخاطر في كافة منشآت المصلحة الوطنية لنهر الليطاني ( مذكرة إدارية 237 تاريخ 19/8/2020) وحددت مهام المهندس المذكور بمتابعة التدابير المتخذة لحماية السلامة العامة والامن والسلامة المهنية وإدارة المخاطر في منشآت المصلحة وتقييم الإجراءات واقتراح الإجراءات المناسبة لحماية المنشآت ومراقبتها لا سيما في سد القرعون ومحيطه بناء على توصية وكتاب المجلس الأعلى للدفاع رقم 215/أ.ع.مج.أ.د تاريخ 17 آب 2020 وكتاب المدير العام لقوى الامن الداخلي رقم 1124/205 ش2 تاريخ 18/8/2020 وكذلك يتابع تقييم مدى توافر شروط السلامة العام في المباني والمنشآت.
- بناء على توصية وكتاب المجلس الأعلى للدفاع رقم 215/أ.ع.مج.أ.د تاريخ 17 آب 2020 وكتاب المدير العام لقوى الامن الداخلي رقم 1124/205 ش2 تاريخ 18/8/2020، تم تكليف لجنة فنية (بموجب المذكرة رقم 238 تاريخ 21 آب 2020) للكشف المستمر والمراقبة والمتابعة الفنية لسد القرعون ومتغيراته وفقا للمعايير المحددة من قبل المصلحة والخبراء المعاونين من السادة:
- مدير الاستثمار الكهرومائي م. غسان جبران
- رئيس مصلحة سد القرعون ومعمل عبد العال م. محمود إبراهيم
- رئيس مصلحة المشاريع م. انطوانيت سليمان
- رئيس مصلحة الثروة المائية م. فادي ضومط
- رئيس مصلحة الاستثمار والصيانة م. عماد ترو
- رئيس مصلحة الاستملاك والاملاك م. حنان بيضون
- رئيس دائرة سد القرعون م. محمد حمود
- رئيس دائرة المساحة م. نادر الحاج
وحددت مهمة اللجنة تنفيذ التوصية الواردة في كتاب المدير العام لقوى الامن الداخلي رقم 1124/205 ش2 تاريخ 18/8/2020 والتي تنص على انه" الكشف على جسم السد من قبل خبراء فنيين وتحديد ما إذا كان هناك خلل بنيوي او تصدع داخل السد يمكن ان يؤدي بحال تفاقمه الى نفس نتيجة الخلل الأمني وبحال حصوله الخلط بين الامرين."
بالإضافة الى تقييم واقع انشاءات سد القرعون على كافة المستويات والمعايير المتعلقة بالسدود، سواء لجهة مسح تحرك جسم السد سنوياً، وكيول علو المياه الجوفية في آبار المراقبة التي تحيط بالسد، وكيول كميات المياه المتسربة من فواصل جسم السد، والوضع الفني لأبواب السد والبوابات الحديدية ومداخل الانفاق وكل ما تراه مناسباً ان تقوم اللجنة بتنظيم تقرير تفصيلي يرفع للجهات المعنية خلال أسبوعين وتتابع اللجنة المذكورة متابعة هذه المعطيات الفنية دورياً وتحديد أي مؤشرات سلبية والإجراءات الواجب اتخاذها لتفاديها.
وبالتالي فإن المصلحة الوطنية لنهر الليطاني قد باشرت تنفيذ كافة التدابير الفنية والإدارية الداخلة في صلب مهامهاً ادارياً وفنياً، وباتت المسؤولية على الجهات الأمنية في اتخاذ الإجراءات الحمائية والتدابير اللازمة لتثبيت نقاط عسكرية لحماية السد.
وقد استبقت المصلحة كل هذه التدابير برفع التعديات عن مجرى نهر الليطاني في الحوض الأدنى وإزالة السدود والعوائق والانشاءات الخرسانية والعبارات التي تعيق جريان مياه النهر لتأمين التدفق الحر للمياه ضمن المجرى الطبيعي لنهر الليطاني.